هل يواجه المستثمر العقاري أية مخاطر في استثماره؟
كثير ما نستمع إلى مقولة “الاستثمار في العقارات هو خطوة كبيرة نحو تحقيق تلك الحرية المالية المرغوبة”، ويحسبه الكثيرون أنه أكثر أماناً من الاستثمارات الأخرى في سوق الأوراق المالية أو الشركات الصغيرة، فالعقار دومًا يحتفظ بقيمته على العكس من الاستثمارات الأخرى، ومع ذلك فإن المستثمر يواجه مشاكل ومخاطر عدة خلال الاستثمار في السوق العقاري، وينبغي الحرص لتجنب الأخطاء المحتملة، ولهذا سنخصص سطور هذا المقال للتعرف على المخاطر المحتملة في السوق العقاري.
تُعرف العقارات بأنها شكل من أشكال الأُصول الثابتة؛ التي يصعب تحويلها إلى نقدية، وتتطلب رأس مال كبير، حيث تعتمد بشكل أساسي على التدفق النقديّ من خلال عملية شراء وملكية وإدارة وتأجير وبيع العقارات السكنية والتجارية، بهدف تحقيق أعلى نسبة مُمكنة من الأرباح.
تشكل مخاطر الاستثمار هاجسًا كبيرًا لدى العديد من المستثمرين ورجال الأعمال الأثرياء، حيث تحولت أحلام الثراء إلى عقبات وكوابيس لديهم في محكمة الإفلاس وهنا أبرز هذه المخاطر المرتبطة بالاستثمار العقاري:
- صعوبة تغطية أقساط قروض التمويل العقاري: يواجه بعض المستثمرين صعوبات في تغطية إجمالي قرض التمويل العقاري الشهري، فدخل الإيجار الشهري لا يغطي مختلف الأقساط، ولهذا يتطلب الأمر استثمار بعض الدخل لتسديد فروقات قسط القرض العقاري.
- صعوبة بيع جزء من العقار عند الحاجة للأموال، وهذا الأمر على العكس من الأسهم، فلا يمكن بيع جزء من العقار أو كلها بسرعة إن لزم الأمر لذلك.
- التكلفة المرتفعة، يتطلب الدخول في الاستثمار العقاري مبالغ مالية كبيرة بعض الشيء، من ضمنها تكاليف المحامي ومصاريف الوساطة وتكلفة تسجيل العقار وتكلفة شراء العقار وما إلى ذلك من مصروفات باهظة.
- صعوبة تغطية تكاليف العقار، تتمثل هذه الصعوبة للمستثمرين الذين لا يجدون مستأجرين لعقاراتهم، الأمر الذي يدفع بهم لتغطية التكاليف المختلفة طيلة الفترة التي تشهد افتقار السوق العقاري بالزبائن والمستأجرين.
- مشاكل في ملكية العقار، تتمثل هذه المشكلة بظهور النصب والاحتيال عند إتمام عملية شراء وبيع العقار، فقد يقع المستثمر ضحية لمجموعة من النصابين الذين يدعون أنهم يمتلكون العقار وهم ليسوا كذلك، الأمر الذي يستلزم استشارة محامي وخبير بالمجال العقاري قبيل نقل ملكية أي عقار تود تملكه.
- عيوب إنشائية في العقار، تتمثل هذه المشكلة بالخسائر المترتبة على شراء العقار بسعر مرتفع أكبر من القيمة الشرائية، مع وجود عيوب في العقار نفسه، كعيوب في الكهرباء والسباكة والخدمات والمرافق وما إلى ذلك، ولهذا يجب الاستعانة بمتخصصين للكشف عن العقار وعن أي عيوب بداخله.
- الظروف الاقتصادية المتغيرة، تشكل الظروف الاقتصادية المحيطة بالمستثمر عقبة كبيرة أمامه، من خلال زيادة الضغوطات على المستثمرين.
- مشكلة التكاليف الإضافية والتكاليف المفاجئة، فهنالك العديد من التكاليف المفاجئة التي تظهر للمستثمرين العقاريين تزيد من الضغوطات عليهم، مثل تكاليف التأمين على العقار وتكاليف الإصلاحات المختلفة للعقار.
- مشكلة عدم تنويع المحفظة المالية، فهنالك بعض المستثمرين الذين يستثمرون جميع أموالهم في العقار، وهو عقبة كبيرة أمامه إذ يجب التنويع في الاستثمار وعدم قصره على استثمار واحد في العقار، بل ينبغي الاستثمار في الذهب والأسهم والبورصة والمشاريع التجارية.